من الصويرة إلى الرباط .. الاحتفاء بأقدم قطع حلي في العالم بموقع شالة التاريخي

MOHAMED18 نوفمبر 2021آخر تحديث : الخميس 18 نوفمبر 2021 - 11:27 مساءً
MOHAMED
جهات
من الصويرة إلى الرباط .. الاحتفاء بأقدم قطع حلي في العالم بموقع شالة التاريخي

بحضور وزير الثقافة والشباب والتواصل المهدي بنسعيد، والمستشار الملكي أندري أزولاي وفريق بحث مغربي أجنبي مشرف، قدّمت، بموقع شالة الأثري بالرباط، الحليّ التاريخية، المكتشفة بمغارة بيزمون بالصويرة، شهر شتنبر الماضي، والتي تعدّ أقدم قطاع حلي تم اكتشافها في العالم لحدود اليوم.

وقدّم الفريق البحثي المساهم في اكتشاف حلي مغارة “بيزمون”، صباح اليوم الخميس، عرضاً حول أهمية هذا الاكتشاف الأثري، كما قام الحضور المكون من شخصيات مرموقة في مجالات البحث التاريخي والأكاديمي، إلى جانب سفراء ودبلوماسيي مجموعة من الدول الأجنبية، بزيارة معرض خاص عرضت خلاله “المجوهرات القديمة” بفضاء شالة.

في هذا الصدد، كشف المهدي بنسعيد، أنّ وزارة الثقافة تنظم هذا اللقاء في إطار الاحتفاء بعيد الاستقلال، من أجل تقديم هذا الاكتشاف الكبير بمدينة الصويرة، مشيراً أنه “يعكس الحضور المهم للحضارة الإنسانية بالمنطقة الشمال افريقية، التي يكتشف بها الخبراء والباحثين اكتشافات مهمة لتاريخ البشرية، يوماً بعد يوم”.

وشدّد بنسعيد في تصريح للصحافة على أنّ أهمية هذه الاكتشافات تتمثل في تنوير العالم وتاريخ الإنسانية، كما تميط اللثام عن تاريخ البشر، مبرزاً أن تنظيم هذا الحدث يأتي لتعريف المغاربة على الكنوز التي تحتضنها بلادهم، وتقديمها كذلك للعالم لمعرفة أن أدوار المغرب كبيرة في تاريخ الإنسانية.

من جانبه، قال المستشار الملكي، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة –موكادور أندري آزولاي، إن اللحظة التي نعيشها اليوم مهمة وفارقة، معرباً عن سعادته بدعوة الصويرة إلى موقع شالة التاريخي، كما أوضح أنّ هذه اللحظة “تحققت بفضل مجهودات العلماء واشتغالهم لسنوات، وتوصلهم إلى هذا الاكتشاف المهم والذي سيحدث بكل تأكيد الفارق حول كل ما نعرفه عن تاريخ البشرية وتاريخ الهوموسيانس تحديداً”.

وأضاف أزولاي في تصريح لموقع القناة الثانية، أنّ مغارة بيزمون، عرّفتنا على ما كنا نجهله حول هذه الفترة التاريخية، خصوصاً ما يتعلقّ بالتواصل بين المجموعات البشرية المختلفة، مؤكّداً أنّ هذا الاكتشاف سيمكّن من تمحيص الحقائق وإعادة قراءة ومراجعة ما كتب ونقل عن هذه الفترة من التاريخ.

وفي ختام تصريحه، جدّد أزولاي التعبير عن سعادته وفخره، بأن يصبح المغرب، بفضل هؤلاء الباحثين والمستكشفين المغاربة والدوليين، مكاناً مرجعياً في إعادة قراءة واكتشاف حقائق جديدة حول تاريخ البشرية.

من جانبه، تحدّث عبد الجليل بوزوكار، الأستاذ بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، عن أهمية هذا الاكتشاف، مشيراً أنه يبرز مجموعة من الحقائق والمعطيات الجديدة؛ أولها، أنه لأول مرة يجعل الإنسان من ذاته وعاءً، لارتداء حلي يخاطب به أفراد عن مجموعته أو من مجموعات أخرى، ثانيا يبرز المتحدث، أن لهذه القواقع البحرية رمزية، حيث أنّ مجمّعيها قاموا بجمع هذا النوع لوحده دون غيره من الأنواع، مما يضع فرضية أن لها دلالات أو أهمية ستدفعه لتثبيت العلاقات القائمة سواء مع نفس المجموعة أو مع مجموعات أخرى.

بوزوكار، الذي كان أحد المشرفين على الأبحاث بمغارة بيزمون، أضاف في تصريحه لموقع القناة الثانية، أن الأدوات الرمزية، بخلاف المصنوعة، لا يمكن إيصالها إلّا باللغة، بالتالي يمكن القول إن هذه الرموز مرتبطة باللغة، مما يوحي بأننا مع بدايات استعمال البشر للغة من أجل التواصل.

كما أن تجميع هذا النوع من القواقع، يعني، حسب الباحث الأركيولوجي، بأن هناك مشتركاً بين تلك الجماعات، مما يمكن أن يوحي إلى مسألة بداية تشكل الهويات، بمعنى الانتماء لنفس المجموعة وتقاسم نفس الرموز. كما أشار إلى أنه لا ينبغي قراءة هذا الاكتشاف بمعزل عن الاكتشافات الأخرى المتعلقة بانتشار القواقع البحرية بهذا الشكل، موضحاً أننا نجدها كذلك بالجزائر، ويعود تاريخها إلى 35 ألف سنة، وبجنوب إفريقيا وتعود إلى 75 ألف سنة، وأيضا بالشرق الأوسط بتاريخ 135 ألف سنة، السؤال المطروح لدى الباحثين، بهذا التاريخ المتعلق ب150 ألف سنة، ليبقى السؤال المطروح لدى الباحثين الأركيولوجيين، أليس من الممكن أن هناك مركز انتشار استعمال وصنع هذه الأدوات، بالتالي نشرها على هذا النطاق الواسع؟ الاكتشافات المقبلة وحدها الكفيلة بالإجابة عنه يقول عبد الجليل بوزوكار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة